جمع. فأخذ يفيل رأى أبيه في اختزانه، ويعرض بجمود كان كان في بنانه، ونحن نقول: لعله قد أنف لضياع ثغوره، وتشعث أموره، وانتشار الشرك بإزائه وظهوره. وكأنه فهم ما نحير، وعلم إلى أين نشير، فأظلم ما بيننا وبينه، وازور ازورارة أنكرنا بها أثره وعينه، [وقال:] من حق مثل هذا أن يصرف في مثل ضروب الحلية الرائقة، وأنواع الآنية المؤانقة. وأي معنى في كونها نقر - ما أعجب هذا وما أنكر! هذه بالحجارة أشبه منها بالآت الإمارة. فقال له ابن محقور، وكان أشدهم جرأة، وأثقلهم وطأة، لعزة ركنه، وإدلاله بفضل سنه: إن هذه - أيدك الله - إذا كانت نقراً بقيت ذخيرة زمان، وعدةً لحدث إن كان، ولا تحول آلات إلا بعد نفقة، وتحيف من كل طبقة، ثم لا تزال نصب عين من يرد من رسول، وينتاب من ابن سبيل، وينمي خبرها إلى الطاغية فرذلند فتدعو السياسة إلى أن يخص منها بقسم، ويضرب له في أنفسها بسهم، فزوى عنهم وجهه، ولم يأمنوا نجهه، وثقلوا بعد عليه، ويئسوا من شيء من الفلاح يجري على يديه. وخالفهم إلى ما أراد، فأبدى فيه وأعاد، وآلت حاله إلى ما قال الشيخ: ما لقص ولا زاد [70] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015