الله ذكرهم - لضربتهم دونه بسيفي ما استمسك بيدي. فقام عنه الإسكندراني مبهوتاً وأفشاه في غير أرضه. وأخباره في مشل هذا كثيرة.
انتهى كلام ابن حيان.
فقلت أنا: وليت إسماعيل هذا بقي ووقي، على فظاظة جانبه، واختلاف مذاهبه، وطول إعراضه عن عواقبه، فلقد كانت عليه وقته قليل رقبة، وعند بعض أهبة، لقرب عهده بأيام الجماعة، واستشعاره عودة السمع والطاعة، ولوفور من كان قبله يومئذ من مشيخة ذوي الهيئات، وزعماء سائر الطبقات، ولقد أساء من جاء بعده، ذهاباً في الكبر، وتهاوناً بالأمر، وقعوداً عن النصر، واستظهاراً بأحزاب الكفر، سلمه باطل وبطالة، وحربه غواية وجهالة، في المشركين نجومه وديمه، ولهم مواثيقه وذممه، وفي المسلمين همومه وهممه، وعندهم بوائقه ونقمه.
بلغني أنه لما مات الظافر إسماعيل، كان حملة دولته ورؤوس جملته، الحاج ابن محقور وابن لبنون وابن سعيد بن الفرج. وكان آكد ما عهده إلى ابنه يحيى المتلقب بعده بالمأمون الاقتداء بهديهم، والانتهاء إلى رأيهم. قال بعضهم: فدخلنا عليه لأيام يسيرة من مهلك أبيه، وهو [في] إيوان كبير قد ملأه بنقر الفضة حتى لا فضل فيه عن مجلسه، فأمرنا بالدنو، فبعد لأي ما خلصنا إليه، لكثرة ما كان من ذلك بين يديه، وقد امتلأت صدورنا عجباً، وتقيدت ألحاظنا فما تجد متقلباً، لهذا الاتفاق كيف وقع، ولهذا السحت من أين