مروان خيط باطل، الذين لم يسبق لهم صحبة، ولا أدخلهم السلف في شورى الإمامة -
قال ابن حيان: ومن أشهر حكاياته في ذلك، ما أخبر عنه أبو العباس السكري الإسكندري - رجل ممتع الحديث طيب المجالسة - وحضر مجلس ابن حمود بمالقه، فسأله إسماعيل بن ذي النون عن مجلسه معه، فأثنى عليه، فقال أتثني على أدعياء - فعل الله بهم وصنع، فبهت الإسكندراني وقال: معذرة إليك أيدك الله، فإني جهلت رأيك في هذا الرجل مع أني ألزمت نفسي ألا أذم ذا سلطان البتة، وأنت غير منازع في أئمتك المروانية، وهم أهل ذلك منك، أقاديم الملوك، وذو العدل والسياسة. [ومضى] الإسكندراني في إطرائهم ظناً أنه يسره، إذ كان يقول بدعوتهم في ذلك الوقت. فقطع عليه ابن ذي النون بأسوأ من قطعه على الهاشميين، وأنحى على ذم بني أمية فلم يبق، ووصل كلامه بأن قال: توارثوا هذه الإمارة مخرقة وضعها قريش لاستعمال الناس، والناس لأب وأم، والفخار باطل، أحقهم بالملك من استقل به. والله ما أولي غير نفسي، ولا أقوم إلا بسلطاني، ول نازعنيه فلان وفلان - وذكر السلف الصالح الذي كرم