فخمة ورتبة كاملة مع كبار أهل مملكته من أذواء الوزارات المثنية والمفردة، ومن أصحاب الخطط العليات، وأذن لتلك الحلبة من شعراء [الحضرة] من طارئ وقاطن، وهم نفر عير منوه بهم ولا بأسمائهم، ولا تجانس برواتهم، فدخلوا إليه على هيئتهم يقدمهم شيخهم المقدم من جماعتهم ذلك اليوم، محمد بن شرف القيرواني القريب عهده بالهجرة، بعد خبطعه سمرات ملوك الأندلس بمحجنه، واعتصارهم بقصعته، فأذن لهم بالإنشاد بحسب تطبيقهم، فتقدمهم ابن شرف فأنشد قصيدة أولها: " يريني الهوى أن الهوى لين سهل "، ما إن هي لاحقة بعيون شعره، أطال فيها التشبيب فخلص إلى التهنئة، وقد استفرغ القريحة وطول فما أتى بطائل. ثم تقدم بعد البائس عبد الله بن خليفة الأندلسي المتمصر بزعمه، فيا بؤسى لسابق صلى بعده! فأنشد قصيدة ملفقة، ذات طنين وقعقعة، كثر أبياتها، وقلل أقواتها، أولها: " أرى أثلاث الجوع بالوصل تورق " تركه المأمون أيضاً يتصرف بها، ما إن هزت منه عطاً، ولا أبدت له بسماً. وقام بعده محمد بن زكي الأشبوني، فأنشده شعراً أوله: " اليوم أبهج منبر وسرير " ركب فيها سنن من قبله، ولحق ابن ذي النون سآمة من كلف يومه، فأمر بأخذ بطائق جميع من حضره من الشعراء، وأسلمها إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015