وزيره الأثير يومئذ عبد الرحمن بن مثنى كي يتصفحها بفضل أدبه، ويطبق قائلها بحسب معرفته، فيأمر لهم بما يجده. فبدا على [68] الشعر يومئذ انكسار، ولحق أخفافه أنهيار، وأصم به الناعي مسمعاً يندب شجوه بابن اليماني، منادياً ينادي: يا إدريساه، ولا إدريس يومئذ للقوافي، وكل شيء له حتف موافي.
قال ابن حيان: وأكتب إثر هذا الفصل بعض ما اخترته من قصائد هؤلاء الشعراء على ما خيلت لئلا يخلو جيد التأليف من مخشلبها.
فمن قصيدة ابن شرف في ذكر وطنه وحنينه قوله:
تذكرتها واليم بيني وبينها ... وموصولة فيح ومهجورة غفل
ومن دونها حرب عوان وفارض ... ولود لها من نفسها أبداً بعل ومنها في ذكر قصيدته:
يقر امرؤ القيس بن حجر لفضلها ... ويظهر عنها العجز علقمة الفحل
فلو وصلت عمري الليالي لوقته ... لقالت [له] الأشعار ما قالت النمل