المجلس، وأغرب ما قيد لحظي من بهي زخرفه الذي كاد يحبس عيني عن الترقي عنه إلى ما فوقه إزاره الرائع الدائر باسمه حيث دار، وهو متخذ من رفيع المرمر الأبيض المسنون، الزارية صفحاته بالعاج في صدق الملاسة ونصاعة التلوين، قد خرمت في جثمانه صور لبهائم وأطيار وأشجار ذات ثمار، وقد تعلق كثير من تلك التماثيل المصور بما يليها من أفنان أشجار وأشكال الثمر ما بين جان وعابث، وعلق بعضها بعضاً بين ملاعب ومثاقف، ترنو إلى من تأملها بألحاظ عاطف، كأنها مقبلة عليه، أو مشيرة إليه. وكل صورة منها منفردة عن صاحبتها، متميزة [من] شكلها، تكاد تقيد البصر عن التعلي إلى ما فوقها. قد فصل هذا الإزار عما فوقه كتاب نقش عريض التقدير، مخرم محفور، دائر بالمجلس الجليل من داخله، قد خطه المنقار أبين من خط التزوير، قائم الحروف بديع الشكل، مستبين على البعد، مرقوم كله بأشعار حسان، قد تخيرت في أماديح مخترعه المأمون. وفوق هذا الكتاب الفاصل في هذا المجلس بحور منتظمة من الزجاج الملون الملبس بالذهب الأبريز، وقد أجريت فيه أشكال حيوان وأطيار، وصور أنعام وأشجار، يذهل الألباب [66] ويقيد الأبصار. وأرض هذه البحار مدحوة من أوراق الذهب الإبريز، مصورة بأمثال تلك التصاوير من الحيوان والأشجار بأتقن تصوير وأبدع تقدير.

قال: ولهذه الدار بحيرتان، قد نصت على أركانهما صور أسود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015