على الجانب منذ صدر الفتنة للذائع من كرمه، فأكرم نزله، ورفع من شانه، وأصحبه ابنه المرشح - كان - لسلطانه. فلم يزل له بها المكان المكين إلى أن تغير عليه يحيى بتغير الزمان، وتقلب الليالي والأيام بالإنسان، ففارقه ولحق في غرناطة بعسكر البرابرة، فحلت به من أميرهم باديس الفاقرة.

ووجدت بخط الفقيه أبي محمد بن حزم، قال: إن أول من لقي من ملوك الأندلس مجاهد العامري المتقدم الذكر، فأكرم نزله وأنس به، وسأله يوماً عن رفيق له رآه معه، فقال الجرجاني:

رفيق شتى ألف الدهر بيننا ... وقد يلتقي الشتى فيأتلفان قال أبو محمد بن حزم: ثم لقيت بعد ذلك أبا الفتوح فأخبرني عن بعض شيوخه أن ابن الأعرابي رأى في مجلسه رجلين يتحدثان، فقال لأحدهما من أين أنت - قال من اسبيجاب، وسأل الآخر فقال: من الأندلس، فعجب ابن الأعرابي من ذلك وأنشد البيت المتقدم.

ثم أنشدني هذه المقطوعة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015