غرسهم، وأمكن جناهم، وراقت جملتهم في الفروسية والرماية، وبلغوا ألفي غلام.
وانهمك أيضاً في اصطناع البرابرة العدويين، ودعا القبائل منهم إلى الدخول إليه والخدمة له. وكان من أعظم من هاجر إليه منهم زاوي بن زيري ابن مناد الصنهاجي عم أبي المعز بن باديس بن منصور صاحب إفريقية وصاحب الفرقة الخارجة عليه من أهل بيته. وكان المنصور أيامه قد التوى في الإذن له بالدخول إلى الأندلس حذراً من دهيه ومكره وبعد صيته في المغرب. فأضرب عبد الملك عن الفكر في شأنه وطلب السمعة باستخدام مثله، فأدخله بمن معه من إخوته، وهم من سعة النعمة وبعد الهمم واستصغار الرغائب فيما يكون عليه أشباههم من أبناء الملوك، فاستقلوا ما وصلهم به عبد الملك على كثرته، وما استقر [وا] الدار إلا على قلعة، ولا [....] معروفهم، ولا لبسوا أعالي المراتب السلطانية إلا على ابتذال ومحقرة، ولا قطعوا أمد المقام بالأندلس إلا بذكر الرحلة والتماس التسريح بكرة وعشية، جهلاً وفرط أنفة، والأقدار موكلة بثني عزم عبد الملك عن إسعافهم بسراحهم لما كان قدره - عز وجهه - من الفتنة وتفريق شمل الأندلس بأشباههم، فلم يخرجوا عنها إلى أن قاموا على الجماعة، وشغبوا عليها بعد عبد الملك. وكان شيخهم زاوي أول دخوله الأندلس يظهر [من] أنواع البر والبشر للناس ما لا شيء فوقه. وكان شأنه في الدهي