أول العجز والفشل؛ إلى أن قضى وطره ما بينه وبين عبد الملك، وأمره أن يستخلف أخاه عبد الرحمن على العسكر إلى أن ينفذ حكمه فيه. وخرج عبد الملك إلى قرطبة ومعه القاضي ابن [50] ذكوان فدخلها في صدر شوال من العام، فسكن الإرجاف بموت والده، وعرف الخليفة كيف تركه.
قال ابن حيان: قال لي أبي خلف بن حسين: ووجد المنصور بعض الراحة. وأمر أن تدخل عليه جماعة فدخلت في جملتهم ودنوت منه وهو كالخيال لا يبين كلاماً، وأكثر عمله بالإشارة كالمسلم المودع. وخرجنا فكان آخر العهد به. ومات ليلة الاثنين لثلاث بقين لرمضان من العام المورخ، وعلينا في العسكر عبد الرحمن ابنه فعزيناه؛ وكان أوصى أن يدفن حيث يقبض ولا ينقل تابوته، فدفن في قصره بمدينة سالم. ورأوا أنه اختار الله له، إذ كانت من أطيب ما بناه رحمه الله.
وتلوكم ابنه عبد الرحمن بالعسكر مدة الأسبوع وهو ينتظر رأي أخيه عبد الملك في القفول، والغلمان يضطرون عليه وطمعوا في رد الدولة، فقال لهم عبد الرحمن: اصبروا، فكشفوا ما في أنفسهم له، وقالوا: وإنما نحن في حجر آل أبي عامر الدهر الداهر -! نلحق ببابمولانا الخليفة هشام ولا نتدبر إلا بأمره. فتقدمه إلى قرطبة منهم نحو سبعمائة منهم عبيد الله بن بدر، ثم جاءه بعد إذن أخيه، فقدم هو بسائر العسكر، وتجدد يوم ورد قرطبة من الحزن بابن أبي عامر