إلى أهله وننظر إلى عينه. وسرنا إلى منزله وما غطى جسده إلا كساء خلق لبعض البوابين ألقاه على سريره. ودعا له محمد بن مسلمة بغاسل بغسله على فرد باب اختلع من ناحية الدار. وخرجنا بنعشه وواريناه، وما جسر أحد شهوده معنا سوى إمام مسجده المستدعى للصلاة عليه ومن حضره من ولده. فعجبت من عدوان الزمان بعد تصريفه له، وإن لي بالاعتبار بشأنه في الحالتين مع قرب المدة لموعظة: وقفت له في طريقه من داره وقت علة الحكم. وقد تناهى أمره في الجلالة أروم أن أناوله قصة، فوالله ما تمكنت من الدنو إليه لكثافة موكبه، وأخذ الناس الطرق عليه مسلمين وسائلين، فانثنيت حسيراً مبهوتاً. فلم تطل المدة حتى سبله ابن أبي عامر حاله وقبض عليه، وجعل يحمله في الغزوات معه. وسرت في صحبة ابن أبي عامر فاتفق لي أن نزلت في بعض المنازل بجليقية إلى جنب خبائه. وفي ليلة نهى ابن أبي عامر عن وقود النار ليخفى على العدو مكانه، فرأيت والله عثمان بن جعفر يسقي أباه جعفراً دقيقاً قد خلطه بالماء يقيم أوده، والشيخ يحسوه ويحرص عليه، وضعف حال وعدم زاد، فلا أنسى تلك المواعظة. وما يغتر بالأيام إلا ضعيف العقل.

وكان مهلك جعفر فيما أخبرني به أبي خلف بن حسين سنة اثنتين وسبعين.

ومما طولب به جعفر مال الصقلبي جعفر، كان الحكم وقفه قبل خالد بن هشام وتورع عنه وأوصى أن يوزع في الكور التي كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015