وبالحضرة محمد بن أفلح غلام الحكم، فقال: عندي من جوده غريبة، أنكحت بنتي على عهد مولانا الحكم والحال بنا ضيقة، فاضطررت لما أصلح به حال الجارية إلى بيع لجام محلى ثقيل الوزن رديء العيار، وكان عندي لزينتي أيام المراكب، وتقاعد فيه التجار فانقطع بي أملي؛ فوقع في نفسي قصد ابن أبي عامر صاحب السكة للذائع من كرمه، وأعظم رغبتي أن يضرب لي في السكة دراهم، فقصدته وعرفته رغبتي، فسارع بأطلق وجه وقال: سر إليّ بدار الضرب؛ فجئته وأوصلني إلى نفسه والدراهم المطبوعة بين يديه، وأومأ إليّ فأخرجت اللجام وأنا خائف من صرفه لسقوط عياره، فوالله ما نظر إليه ولا عايره، وراطلني والله باللجام بحدائده وسيوره. فأخذت ما لم يدر في وهمي أني أظفر بمثله. وعظم ابن أبي عامر في عيني، وقمت عنه وحجري ملآن ولا أصدق بما حصلت عليه؛ فجهزت بني وفضل لي شيء يكفيني؛ وقل مولاي الحكم في عيني وأحببت ابن أبي عامر، حتى لو دعاني إلى معصية الحكم - وهو مالك رقي وإمامي - لما قعدت عنه.
مظاهرة غالب مولى الناصر لمحمد بن أبي عامر
ومظاهرته على المصحفي إلى أن أسقطه ومات في سجنه
قال ابن حيان: وكان بين المصحفي وغالب صاحب مدينة سالم