وتوسطتها لجة في قعرها ... بنت السلاحف ما تزال تنقنق

تنساب من فكي هزبر أن يكن ... ثبت الجنان فإن فاه اخرق

صاغوه من ند وخلق صفحتي ... هاديه محض الدر فهو مطوق

للياسمين تطلع في عرشه ... مثل المليك عراة زهو مطرق

ونضائد من نرجس وبنفسج ... وجني خيري وورد يعبق

ترنو بسجو عيونها وتكاد من ... طري إليك بلا لسان تنطق

وعلى يمينك سوسنات أطلعت ... زهر الربيع فهن حسنا تشرق

فكأنهما هي في اختلاف رقومها ... رايات نصرك يوم بأسك تخفق

في مجلس جمع السرور لأهله ... ملك إذا جمعت قناة يفرق

حازت بدولته المغارب عزة ... فغدا ليحسدها عليه المشرق وعتب عليه المنصور وسجنه في مطبق الزاهرة، وأستعطفه برسائل وأشعار عدة، فلم يسمع منه، ثم صفح بعد عنه، فكتب إليه الجزيري:

عجبت من عفو أبي عامر ... لا بد ان تتبعه منه

كذلك الله إذا ما عفا ... عن عبده أدخله الجنة فسر المنصور بذلك وصرفه إلى حاله، ورد عليه ما كان أعتقل من ماله.

ومن شعره أيضا، مما اندرج له في أثناء نثره الذي ملح فيه، مخاطبته على السنة أسماء كرائمه بزهور رياضه. من ذلك عن بهار العامرية قصيدة أولها:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015