العرب أغرب. أبده من رأى وسمع. وأذكى من طار ووقع. فأراد المنصور أن يعفي به أثار أبي علي البغدادي الوافد على بني أمية قبله. وهزه لذلك فألفى سيفه كهاما. وسحابه حماها، ومن رجل يتكلم بملء فيه، ولا يوثق على ما يذره وما يأتيه.

وقد أجرى ابن حيان ذكره فقال: ولمل دخل قرطبة دفعوه بالجملة عن العلم بالغة، وأبعدوه عن الثقة في عمله وعقله ودينه، ولذلك ما رضيه أحد من أهلها أيام دخوله إليها، ولا رأوه أهلا للأخذ عنه ولا للإقتداء به. وغرقوا كتابة المترجم - ب - " الفصوص " - فها هو إلى اليوم في نهرهم يغوص.

وقد أتيت أنا بلمع من إعجابه، وأوردت غرائب من أكاذيبه، وتخللت أثناء ذلك جملة من نظمه ونثره، مما شهد على ثبوت قدمه وشهرة تقدمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015