وله من أخرى يخاطب رفيع الدولة بن صمادح:
ألا مبلغ عني الرفيع تحية كما نبه الروض النسيم المخلق
عدمت رسولا بالتحية نحوه فسار بها عني الهوى والتشوق
ونازعني ذكراه شوق مبرح كما علل الشرب الرحيق المعتق [252أ]
فيا ليت شعري هل يعرج خاطر علي وهل يجري بذكري منطق
وإني لأخشى أن يسوغ كاشح وأحذر من كيد العداة وأشفق
سواك لأسباب المودة قاطع وغيرك من تبلى لديه وتخلق
وله يشكره على مبرة كانت منه لأحد بني الراضي يزيد بن المعتمد ابن عباد:
إليك رفيع الملك تهدى المحامد وباسمك تبهى في الزمان المشاهد
سلكت سبيلا في المكارم أولا ولك الفضل هاد تقتفيه وراشد
وجردت دون المجد للجود صارما ولله حام عن حمى المجد ذائد
وإنك للغيث الذي عم سيبه تساوى قصي في نداك وشاهد
تغاير فيك المكرمات فكلما تبرعت عادت بالجزيل عوائد
بدائع مجد أنطقت كل أوحد فإنك فذ في البرية واحد
ولما رأيت الفتح روضة سؤدد ذوى يانع منها وجفت موارد
وكم عذبت تلك الرياض مشارعا فعرج منتاب وخيم رائد
سقاه ذنوب من نوالك سلسل وسح عليه من سحابك جائد