فصل يشتمل على طوائف مقلين من سكان هذا الجانب الشرقي
من الأندلس، تتمة لمعانيه، واستيفاء لغايات الإتقان فيه
وقد أذكر الشاعر ليس له شعر كثير، ولا إحسان مشهور، إما لاشتهار ذكره، أو لخبر يتعلق بشعره. منهم:
أبو عبد الله بن عائشة: من بلنسية، أي فتى [هو] طهارة أثواب، ورقة آداب، وأكثر ما عول على [علم] الحساب، فهو اليوم فيه آية لا يقاس عليها، وغاية لا يضاف إليها، وله من الأدب حظ وافر، وفي أهله اسم طائر، يقول من الشعر ما يشهد له بكرم الطبع، وسعة الذرع.
كان يوما مع أبي اسحاق بن خفاجة وجماعة من أهل الأدب تحت دوحة خوخ منورة، فهبت ريح صرصر، أسقطت عليهم جميع الزهر، فقال ابن عائشة:
ودوحة قد علت سماء تطلع أزهارها نجوما
هب نسيم الصبا عليها فخلتها أرسلت رجوما
كأنما الجو غار لما بدت فأغرى بها النسيما [244ب]
وينظر هذا إلى قول إدريس من بعض الوجوه: