وفي الغراب إذ فكرت مغربة من فرط إبصاره يعزى له العور
ان ضعت والشعر مما قد علمت به ونال جودك أقوام وما شعروا
فالجواد كالمزن قد يسقى بصيبة شوك القتاد ولا يسقى به الزهر
أبثك البث عن قلب به حرق وليس عن غير نار يرتمي الشرر
ان لم أكن أهل نعمى أرتجيك لها فالسلك خيط وفيه تنظم الدرر
كلني إلى أحد الابناء ينعشني ما لم يكن لي بحر فليكن نهر
قد طال بي أقطع البيداء متصلا وليس يسفر عن وجه المنى سفر
كأنما الأرض مني غير راضية فليس لي وطن فيها ولا وطر
إن الهموم مع الأعمار ماشية لا ينقضي الهم حتى ينقضي العمر
جد بالقليل وما نزر تجود به يا ماجدا يهب الدنيا ويعتذر
قوله: " وفي الغراب إذا فكرت مغربة " أذكر به بيتين لبشار أدق معناهما، وألغز سيماهنا، وهما:
تخبرني طير الفراق بسيرة أبارك يا طير الفراق مبير
تسميت عوراء وأنت بصيرة ألا ليتني أعمى وأنت بصير
قوله: " ولا يسقى به الزهر " - البيت، كقول الخليل بن أحمد: