ومالوا إلى التسليم فوق جيادهم كما مالت الأغصان من تحتها كشب
فقضوك ما قضوا وهم للعلا ردا وداروا كما دارت وأنت لهم قطب
كتائب نصر لو رميت ببعضها بلاد الأعادي لم يكن دونها درب
وما هي إلا دولة مسلمية بها انتظم المأمول والتأم الشعب
كرمت ولا بحر حكاك ولا حيا وفت فلا عجم شأتك ولا عرب
وأوليتني منك الجميل فواله عسى السح من نعماك يتبعه السكب
وله من أخرى فيه يعاتبه:
نبا بيدي حسام من رضاكا فوافتني النوائب عند ذاكا
فيا صرف الزمان ويا دجاه وقد صرفت جفوني عن سناكا
يقين رضاك لم ألبسه حتى أفضت علي من شك شكاكا
وكيف يقيم عندك من رمته خطوب الدهر في أعلى ذراكا
فلا ناديك يحضره لأنس ولا في وقت تأميل يراكا
وما قلقت ركابي عنك إلا وقد حلأت رائدها حماكا
وما ذنب الفراق على محب حويت وداده وطوى قلاكا [183ب]
تجاوز فيك ودي كل حد ولكن التجاوز ما أطباكا
ولو يؤتى مناه نور طرفي لما أوما إلى أحد سواكا