وشمي وهي تملأ كل أنف ... قوارير المياه من الصنان
تجارة ذلة قرنت بنحس ... ونجم الشؤم متصل القران
لقد أضللت يا بقراط قوما ... على بعد الأوان من الأوان وقوله: " قهرماني " [أراه] مما وهم فيه حين خاله منسوبا إنما هو قهرمان، يقال للوكيل؛ وهو يجري بوجوه الإعراب.
ولما ابتدأت بتحرير هذا الكتاب، وأنا يومئذ بقرطبة [سنة ثلاث وتسعين] نظرت في مبيضات كانت عندي لأهل هذا الاقليم، فلم أجد لأبي حاتم فيها شيئا من منثور ولا منظوم، فاستهديت قطعة من أشعاره وما عسى أن يتعلق بها من ملح أخباره، وتكرر عليه رسولي هنالك، فمطلني في ذلك، فكتبت إليه رقعة أقول في فصل منها:
وقد تواتر عليك النبأ أني جمعت من الرسائل الأندلسية، والأشعار العصرية، جملة موفورة، لطوائف كثيرة، ممن تحقق عندي أن حليته التي تحلى بها من صوغ طبعه، وحلله [التي] نشرها اكثر من عدد الشعر؛ ولما كنت أبا حاتم خاتمة أئمة هذا [178أ] الشان، أحببت أن أجعل