تتمشى، والحمامة تتغنى، فلولا أن يقال صبا، لالتزمت سطورة، ولثمت مسطورة، وما انطقتني صبوة استفزتني، فهزتني، ولكن فضلة راح قضل في كأس العلا تناولتها، فكلما شربت طربت. فلولا توقع غمرات الشيب، لابتدرت شق الجيب، ثم صحت واطرباه، وناديت واحر قلبا.
وبعد، فإني من جملته على ما وقع موقع القطر، وحسبك ثلجا، وطلع طلوع هلال الفطر، وكفاك مبتهجا. وما أغرب [فيما أعرب] عنه من تفسير حالك، وتفصيل حلك وترحالك. ولا غرو أن تجد بك الرواحل، وتتهاداك المراحل، فما للنجم أخيك من دار، ولا في غير الشرف من مدار، فقع أنى شئت وارتع، وطرحت أقطار البلاد، إلا طيب الميلاد، وما ضار أن نعق ببينك غراب، وخفق برحلك سراب، إذ لم يغض من فضلك اغتراب، ولم يخل بنصلك ضراب، لا زلت مخيما بمنوله عز، تجمع من امتناع في ارتفاع، وامتناع في امتناع.
وله:
يا نزهة النفس يا مناها يا قرة العين يا كراها