وأضرمت نار الطعن في ثغر العدا وأجريت ماء النصر في صفحة النصل [170أ]
فحيت أبا يحيى ذراك غمامة صقيلة ثغر البرق وارفة الظل
تجرر أذيال الرباب على الربى ويمشي بها واني النسيم على الرسل
فطل عمر الدنيا وطأ قمم العدا وخيم مع العليا وحز قصب الخصل
ومن بها اندى نسيما من الصبا [لدي] وأحلى موقعا من جنى النحل
ولا تحتقرها من نوالك برة فللطل معنى ليس للمطر الوبل
وقال في صفة فرس أشقر:
ومطهم شرق الأديم كأنما ألفت معاطفه النجيع خضابا
طرب إذا غنى الحسام ممزق ثوب العجاجة جيئة وذهابا
قدحت يد الهيجاء منه بارقا متلهبا يزجي القتام سحابا
ورمى الحفاظ به شياطين العدا فانقض في ليل الغبار شهابا
بسام ثغر الحلي تحسب أنه كأس أثار بها المزاج حبابا
وله:
وحسام بكف أشوس أجرى في الطلى ماءه وأضرم ناره
عطف الضرب منه عارض شيب فانحى يخضب النجيع عذاره
فوق ورد محجل مزج الحسن بمرآه ماءه وعقاره
خلصته نار الطبيعة سبكا وأسالت لجينة ونضاره
قدح الركض زنده فاستطارت في دخان العجاج منه شراره
يضحك الحلي فوقه عن أقاح نثرتها الصبا على جلناره