حنانا إلى قبر هنالك نازح وشلو عثا فيه البلى متمزق

وكيف بشكوى ساعة أشفي بها ودون التلاقي كل بيداء سملق

فهل عند عبد الله ما بات ينطوى عليه الحشا من لوعة وتحرق

وقد أذكرتني العهد بالأنس أيكة فأذكرتها نوح الحمام المطوق

وأكببت أبكي بين وجد أناخ بي حديث وعهد للشبيبة مخلق

وأنشق أنفاس الرياح تعللا فأعدم فيها طيب ذاك التشنق

ولما علت وجه النهار كآبة ودارت به للشمس نظرة مشفق [162أ]

عطفت على الأجداث أجهش تارة وألثم طورا تربها من تشوق

وقلت لمغف لا يهب من الكرى وقد بت من وجد بليل المؤرق

لقد صدعت أيدي الحوادث شملنا فهل من تلاق بعد هذا التفرق

وإن تك للخلين ثم التقاءة فيا ليت شعري أين أو كيف نلتفي

فأعزز علينا أن تباعد بيننا فلم يدر ما ألقى ولم أدر ما لقى

فسقيا لترب بين أضلع تربة متى أتذكره بها أتشوق

وألوي ضلوعي أندب المجد والندى بأفصح دمع تحت أخرس منطق

ومثلي يبكي للمصاب بمثله فإن أخلق الصبر الجميل فأخلق

فقد كان الروع أبيض صارما بكفي ويوم الفخر تاجا بمفرقي

فكم للحيا من أدمع فيه ثرة وللرعد من جيب عليه مشقق

وللبرق نت قلب به متململ وللنجم من طرف عليه مؤرق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015