وقال من قصيدة:
ألا ليت أنفاس الرياح النواسم يحيين عني الواضحات المباسم
ويرمين أكناف العقيق بنظرة تردد في تلك الربى والمعالم
ويلمثن ما بين الكثيب إلى الحمى مواطىء أخفاف المطي الرواسم
فهل ساءها أنا كبرنا عن الصبا ولثنا على الأحلام بيض العمائم
صحونا وقد أصحت هناك سماؤها وكنا نشارى تحت ظل الغمائم
فما راعني إلا وميض لشيبة توقد في قطع من الليل فاحم
ولا هالني إلا نذير برحلة مسحت له من روعة جفن نائم
تولى الصبا إلا ادكار معاهد له لذعة بين الحشا والحيازم
أطلت له رجع الحنين وربما بكيت على عهد مضى متقادم
فإن غاضت الأيام ماء شبيبتي ومالت بغصن من قوامي ناعم
أسير فتغشى بي دجى الليل همة تهم فأعروري ظهور العزائم
فرب ظليم قد ذعرت على السرى بحزوى وظبي قد طردت بجاسم
فلم أدر أم الرأل من بنت أعوج ولا ظبية الوعساء من أم سالم
وإن كنت خوار العنان على الهوى فإني على الأعداء صعب الشكائم
فيا عجا أن أعطي الظبي مقودي وأدرأ عنه في نحور الضراغم
وأدهم من ليل السرار ركبته فأودعت أسرار السرى صدر كاتم
على حين أرخى الدجن فضل لثامه على كل أقنى من أنوف المخارم
وقد كمنت بيض السيوف وأشرفت طلائع آذان الجياد الصلادم [160أ]