قد راق بين فصاحة وصباحة سمع المصيخ له وعين الرائي

عبق الثناء ندي الجناب كأنه ريحانة مطلولة الأفياء

أبدا له في الله وجه بشاشة ووراء ستر الغيب عين ذكاء

وكأنه من عزمة في رحمة متركب من جذوة في ماء

لو شاء نسخ الليل صبحا لانتحى فمحا سواد الليلة الليلاء

بين الطلاقة والمضاء كأنه وقاد نصل الصعدة السمراء

تثني به ريح المكارم خوطة في حيث تسجع ألسن الشعراء

وكأنه وكأن رجع نشيده فصل الربيع ورنة المكاء

وله من قصيدة في الوزير [المشرف] أبي محمد بن عامر ببلنسية:

حدر القناع عن الصباح المسفر ولوى القضيب على الكثيب الأعفر

وتملكته هزة في عزة فارتج في ورق الشباب الأخضر

متنفسا عن مثل نفحة مسكة متبسما عن مثل سمطي جوهر

سلت علي سيوفها أجفانه فلقيتهن من المشيب بمغفر

متجلدا أبأى بنفسي أن أرى هذا الهزبر قتيل ذاك الجؤذر

فحشا بطعنته حشا متنفس تحت الدجى عن مارج مستعر

يغشى رماح اللحظ أول مقبل ويكر يوم الحرب آخر مدبر

فتراه بين جراحتين للحظة مكسورة ولعامل متكسر

نزر الكرى يرمي الظلام بمقلة سهرت لأخرى تحته لم تسهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015