ركبوا الجياد إلى الجلاد وأوجفوا حتى كأن وجيفهم طيران
فكأنهم من فوقها أسد الشرى وكأنها من تحتهم عقبان
وقال
كفى حزنا أن الديار قصية فلا زور إلا أن يكون خيالا
ولا رسل إلا الرياح عشية تكر جنوبا بيننا وشمالا
فأستودع الريح الشمال تحية وأستنشق الريح الجنوب سؤالا
وحسبي شجونا ان لي فيك أضلعا حرارا وأردانا عليك خضالا
وطرفا قريحا صام فيك عن الكرى ولا فطر إلا أن تلوح هلالا
وما الدهر إلا صفحة بك طلقة لثمت بها من ليل وصلك خالا [154أ]
[فما أنسه لاأنس ليلا على الحمى وقد راق أوضاحا ورق جمالا]
وزار به نجم السرى قمر الدجى فباتا بحال الفرقدين وصالا
إذا ما هداني فيه بارق مبسم أجن دجى فرع فحرت ضلالا
ولي نظرة يرتد فيك صبابة وقد فاض ماء الشوق فيه وجالا
فجاد الحمى غاد من المزن رائح تهاداه أعناق الرياح كلالا
وسارية دهماء جاد بها السرى فشب لها البرق المنير ذبالا