وما كنت أخشى أن أراني ضاحيا وأثلك مطلول الفروع رطيب

وهل يستجيز المجد أن أشتكي الصدى وأنت رشاء محصد وقليب

وكيف بمطلوبي إذا شطت النوى وقد صم من قرب فليس يجيب

فهل شيب من تلك المصافاة مشرع وهيل على ذاك الإخاء كثيب

سلام على عهد الوفاء مودعا سلام فراق ما أقام عسيب

سلام له فوق المحاجر بلة وطورا باحناء الضلوع لهيب

وقد كان يسري والتنائف بيننا فتندى به ريح وينفح طيب

وتفتر من بشر هنالك زهرة ويهفو له من معطفي قضيب [152أ]

وقال يتغزل في أمة صفراء تسمى عفراء:

ارقت لذكرى منزل شط نازح كلفت بأنفاس الشمال له شما

فقلت لبرق يصدع الليل لائح ألا حي عني ذلك الربع والرسما

وبلغ قطين الدار أني أحبهم على الناي حبا لو جزوني به جما

وأقرىء عفيراء السلام وقل لهما ألا هل أرى ذاك السها قمرا تما

وهل يتثنى ذلك الغصن نضرة بجرعا وهل ألوي معاطفه ضما

ومن لي بذاك الخشف من متقنص فآكله عضا وأشربه لثما

ودون الصبا إحدى وخمسون حجة كأني وقد ولت أريت بها حلما

فيا ليت طير السعد يسنح بالمنى فاحظى بها سهما وأبأى بها قسما

ويا ليتي كنت ابن عشر وأربع فلم أدعها بنتا ولم تدعني عما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015