تنفك معه من مغاره، واصطلاء ناره، واصطلاء ناره، مع تداني داره، واقتراب جواره، فما من غدو، إلا ومعه طلوع عدو، وما من رواح، إلا ومعه وقوع اجتياح، ولما علم اللعين من أخلاقها ما علم، دنا فتدلى، وكان قاب قوسين او ادنى.
29 - وله من أخرى: إن كان التنازح - أعزك الله - لم يمتد بيننا فيه يد للتصافح [147أ] إلا من الجوانح، ولا قام خطيب للقرب، إلا في نأي القلب، ولا نطق لسان الود، إلا دون ستر البعد، ولا لمع برق للاستطلاع، إلا في حجب السماع، فلا غرو أن يعرب ذلك النطق، ويستطير ذلك البرق، فقد تقوم البصيرة مقام البصر، وتكون الأمنية أحلى من الظفر، وما أتنسم دائبا من ثنائك العاطر، وأرتع فيه سمعي من صفة خلقك الظاهر الطاهر، قمين أن يكون للمداخلة سببا، وخليق أن يكشف عن وجه المراسلة حجبا.
30 - ومن أخرى: مثل الأمير - ممن المجد من أعداءه، والبأس من أجناده، والفهم من طلائعه، والحلم من طبائعه، والكرم من حلاه، والسؤدد من علاه، والعزم من خدمه، والحزم من شيمه، والإقدام والإكرام والإنعام من صفاته، والرياسة والنفاسة والسياسة من سماته، والفضل من أخلاقه، والشرف من أعراقه، والمحامد من أرديته، والنصر معقود بألويته - جدير أن تهز نحوه الآمال ذوائبها، وحقيق أن تعمل إليه الآمال ركائبها.
ولما أقبلت - أيدك الله - كما ابتسم الصارم الذكر، وحللت كما وافى المحل المطر، نشأت لي همة بالكون في جنابك، وتحت ممطر سحابك، وأنا أرغب من فضله أن يزيد أوضاحي امتدادا، ويقدح من تنبيهي زنادا، بأن يخصني بصك كريم أحيي به معالم شرفي، وأباهي بمحاسنه فارط سلفي