22 - فصل: ان من شهده - أدام الله رفعته - يشهد القمر منيرا، والسحاب مطيرا، والماء نميرا، والروض نظيرا؛ ولاذ به فوجد الكهف منيعا، والشرف رفيعا، والمراد مريعا، والزمان ربيعا، تعلق حبله قاطنا دانيا، وتشوق فضله ظاعنا نائيا. ولما انتزحت الدار، وبعد المزار، اعتصت بالكتاب من الركاب، وإن لم ينب الطل عن الوبل، وإني بحيث أقمت أو خيمت لخادمك خاتمك، طوعا لديك، وجريا على رسمك وحدك، لا زلت نظام الحمد، وقوام الفضل والمجد.

23 - فصل: وها هو رهين قيد القبر، سليب ثوب اليسر، قد زحزحه الدهر عن بلده وولده، وأبانه مرتفعا على يده، مطويا على كمده، يطول عليه الليل وهو قصير، ويظلم عليه الصبح وهو بصير، والأجر نعم ما لزه قرن، وخير الاطواق في الأعناق بيض الأيادي والمنن.

24 - وفي فصل من تعزية:

وعند الله يحتسب ذلك الفقيد الشهيد. قمر فضل سار إلى سرارع، ووسطى عقد إخوان أخذ في انتثاره، ومصباح أمل عجل بانطفائه، وصباح جذل أسرع في انطوائه. فقبحا لدينا قصفته أنضر ما كان غصنا، وكسفته أقمر ما كان حسنا؛ وما كاد أن تستنبر لساريه مطالعة، وتمتد لراجيه مطامعه، حتى مدت إليه يد البدار، وكسفته عند الابدار. فاذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015