الولاية باكتهال السيادة، واكتمال السعادة. وإن القضاء، وإن شرف مرتبة، وكرم مأثورة [ومنقبة] ، ليضيق عن نصل فضلك غمده، ويغرق في بحر فخرك مده، ويزدان بنحر مجدك عقده، ويبتهج بعطف سروك برده. فليهنه أن تسربلت طوقه، وتحملت أوقه، وليتهنىء الوزارة أن شدت بجيدك عراها، ونيطت بنحرك حلاها، وشفع لها فضلك فأصار وترها شفغا، وجمع إلى بصر بها سمعا. وإنهما في تظافرهما لك وحسنهما بك لعقد ثني بعقد، وعلمان رقما في برد. وإن الدين لمشتد بك أزره، فعنانه على الرائض صعب، وعوده على الغامز صلب. ولقد كنت على تقارب من سنك، ولدونة في غصنك، تقلب طرف الجارح، وتجرى في عنان القارح، فضلا عنك، وقد سامت الليالي ذاتك تجريبا وتهذيبا، وقومت قناتك انبوبا فأنبوبا، حتى خلصت خلوص الذهب على اللهب، والدينار على النار. وان افقا انت بدر بدر تمامه لينطح السماء منكبه، ويزحف [146ا] تحت راية الفتح والفلج موكبه، فلا عري الفضل من ظلك، ولا حط ركاب الشكر إلا في محلك، ولا زلت تتقلد الحمد عقدا، وتلبس السعد بردا، إن شاء الله.