16 - فصل:
فما انبرت النوائب إلا أرسل زمانها، ولا برت الحوادث إلا أنصل سهامها، ولا احتشدت الدواهي إلا كان من أعيانها، ولا استنجدت الليالي إلا كان من أعوانها. وهيهات أن يظفر بالحر الشريف جوهره، الكريم عنصره، فالناس اخبر تقله وبالاختبار يتبين الأوغاد من الأحرار، وعلى النار يتميز الخبيث من النضار. وإن الدهر لماش بأهله القهقرى في سماء الفضل والكرم، ومنازل النبل ومراقي الهمم.
17 - فصل:
كتاب قد أظلم بياضه في عيني وسواده، حتى تساوى طرسه ومداده. فيا له كتابا، ملى اكتئابا [وقرطاسا، لبس بدل الحداد أنقاسا، فلو أن الجماد أمكنه البكاء لبكى، وأعلن بالعويل وشكا] .
18 - فصل:
[فها أنا بين عيش قد ذهب حلوه، ونضب صفوه، وأمل