كل راكب صهوته، وشجرة باسقة الأفنان ممتدة الأفياء، أصلها ثابت وفرعها في السماء، لا يطمئن كل جنب في ظلها، ولا تجتني كل يد من أكلها. وإنني مسحت الارض غربا وشرقا، ولقيت الدهر جهما وطلقا، وشربت العمر صفوا ورنقا، وحللت أندية القضاة، وحططت بأودية الفضل والفضلاء، فما وطئت لأحدهم ساحة إلا راق نثره، ورق قشره، فما الفضل كله في الصمت والجمود، حتى يلتبس الإنسان بالجمود.
ومنها:
ولولا أني نزهت سمعه عن الشعر، لأريته كيف حوك الطبع المهذب، للوشي المذهب، وكيف لفظ بحر الفكر، للجوهر البكر، ولأطلعت منه في سماء معاليه نجوما تنير، ورجوما تبير، وآخر ما أقوله، بعد دعاء إلى الله تعالى أرفعه في إطالة بقائه، [وتمكين بهجتي بوفائه] :
أنت الحبيب ولكني أعوذ به ... من أن أكون محبا غير محبوب