على سروك فاصرفه، فبه الأنس والأنس ثلاثي فلا ترخمه، وفعل ماض فلا تجزمه] حتى تعود الحال الأولى صفة، وتصير هذه النكرة معرفة، فأنت - أعزك الله - مصدر فعل السرو والنبل، ومنك اشتقاق [اسم] السؤدد والفصل. وإنك، وإن تأخر العصر بك، كالفاعل وقع مؤخرا، وعدوك، وإن تكبر، كالكميت لم يقع إلا مصغرا. وللأيام علل تبسط وتقبض، وعوامل ترفع وتخفض، فلا دخل عروضك قبض، ولا عاقب رفعك خفض؛ ولا زلت مرتبطا بالفعل شرطك وجزاؤك، جاريا على الرفع سروك الكريم وسناؤك، حتى يخفض الفعل، وتبنى على الكسر قبل، إن شاء الله.

8 - وفي فصل من أخرى:

ولو أني شئت استدرارا اخلاف العيش، وقرعت أبواب الرزق، لكددت وجددت، وحثثت الركض وجهدت، وجبت السباسب أردية، وخضت النوائب أودية، ورعت الكواكب أندية، حتى أخيم حيث السماء دار، والسماك جار [وأرفلحيث العزة حلة، والثروة حلية. ولكن بين جنبي قلبا همته ما همته] فهو يرى الصبر أيمن رفيق يصخبه، والقناعة أكرم ذيل يسخبه. وعلام يبذل الوجه مصون مائه، ويلقي عنه قناع حيائه، وإنما [144ب] الدنيا - وبئس الطمع -:

سحابه صيف عن قريب تقشع ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015