فيه أنواع قيود حديثة كان حكم أحكمها لمن يقيد بها من الأعيان، والجاهل أمية العراقي في كل ذلك يحرض العامة على النهب، والارتقاء إلى البائس هشام وطلب مهجته، فلا يجدون مطلعا إليه لمنعه مكانه، وهشام مطلع رأسه إلى من تحته بداخل المدينة ينشدهم ببيعته فلا يجيبه أحد إلا بما يسوءه، إلى أن تبين له خذلانهم إياه، فانجحر في وكره إلى أن نزل بأمان، ولم يبق نعه إلا أربعة غلمان له، أحدهم فحل والثلاثة صقلب، يرقون من دنا منهم، ويستعينون الناس لاستقاذهم. وكان منظرا عجيبا في سرعة استحالة حال الدنيا في نصف نهار من العز إلى الذلة. واجتمع الوزراء إلى زعيمهم أبي الحزم بن جهور عظيم القرية، فهتف على الناس بكف الأيدي، وسمع هشام الهتف باسم الوزراء، وقد ألغي اسنه، فأيس عند ذلك من نفسه، وكع فلم يطلع بعد وجهه، ولا تكلم بلفظة، ودفع الوزراء بباب القصر النهابة والعامة، فانتهوا، وأمية العراقي في كل ذلك مقيم بداخل القصر في جمهور النهابة، قد تبوأ مجلس البائس هشام، واستوى على فراشه، ورتب وجوه النهابة مراتبهم في الحفوف به، والنفاذ في أمور الإمارة، لا يشك في حصولها له، محرضا على هشام، مجتهدا في إتلافه. ثم اجتمع الوزراء واتفقوا على خلع هشام، وهتفوا بإبطال الخلافة جملة لعدم الشاكلة، ونفوا عن المروانية والناصرية السداد، ورجعت قرطبة إلى تدبير الوزراء، وترك الدعاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015