في قصرية سماك بسوق الحوت، ونصبوه تحت العلية التي [كان] أعدها لدفاعه، فصار عبرة للمتأملين، وأخذ القوم سلبه، وغادروه عريانا مكبوبا لوجهه، مضرجا بدمائه، وجروا جيفته إلى هوقاة القناة، فألقوها وسط الحمأة والأقذار، وولفى قوم من أعدائه ففلوة بأسيافهم. ووقعت الهيعة في الناس، وانقلب البلد أعلاه أسفله، واجتمع العوام وطلاب الفتنة إلى جند البلد للوقت، ووافى إليهم بن عبد العزيز العراقي، قطب القضية، فالتف الجناة به، وتقدم بهم إلى القصر لحينه، وقد وقع الخبر على المخلوع هشام وهو آخذ في بطالته [مع نسائه] ، فبادروا الصعود إلى العلية الجديدة فوق سور القصر، المعدة لمثل هذه الحادثة، فصار الاعتصام بها سبب حياته، إذ لم يطق القوم التعلق بها، وقد قصدوا نفسه، وأشرف للحين على من اجتمع تحتها داخل المدينة من الجند والعامة، وكلمهم بجميل، وولى وزيره الملامة، فاستقبله قوم من الجناة من أسفل القصر برأس وزيره حكم، قد هشم شجاعا، ينادونه: هذا رأس وزيرك الذي أبليت به الأمة، ويغلظون له القول وهو يستلطفهم، وهم يسبونه، فتوصل الناس إلى حريمه فأباحوه، ووضعوا أيديهم في نهب ما أصابوه من نشبه، وقد كان اجتمع عنده [141 ب] من الأسلاب والغصوب التي استلبها حكم الحائك متاع فاخر ورياش حسن، من سائر من ظهر عليه من مال المنكوبين، وانطلقت الأيدي على آلات القصر من السلاح وغيره، ووجد