الذي آثر الأشياء عنده، فأكثر له من الأطعمة والشهوات، وأعد له القينات والملهيات والمغنيات، فوكسه في الصبا بعد المشيب، وعرف شغفه بالبطالة فقصدها وأصاب الغرة [141 أ] فنال عنده نهاية الحظوة، إلى أن خلط أهله بأهله، وأباحه سكنى داره، قد وثق حكم منه بذلك، ففرق عنه الأصحاب، وسد دونه الحجاب، وخلاه وراء الستر بين بم وزير، يطير بأجنحة السرور، وقد شغل بكأس يمناه، وبحر يسراه، وأعرض عما أحاط به، حتى أتاه من أمر الله ما أتاه، وقصده في وزيره هذا ما أشجاه؛ وأرسل [الله] على وزيره ودلته طائفه من فتاك الجند عرفت مراد الوزراء ووجوه الجند في إزالة هذا الخائن الحائك، فدبروا قتله تدبيرا محكما، خفي عن حكم مع كثرة عيونه، وكان الناظم لهذه الجماعة ابن عم الخليفة هشام، [واسمه] أمية بن عبد العزيز العراقي، من أبناء الناصر، فتى شديد التهور والجهالة، فانتظم في سلك هذه الجماعة، وسولت له نفسه نيل الخلافة، وأطمعه في ذلك، سخرية به، بعض من نظم التدبير من نظم التدبير من المشيخة، علما بأنه لا ينفذ في الوثوب على هشام إلا من ينازعه لبوسه، ويساهمه قرباه، فتهيأ أمر القوم في ستر وخفية، فرصدوا حكم الوزير في طريقه من القصر، وقاموا عليه فقتلوه وصرعوه ركن الجامع الشرقي في شديد الوحل والقذر، فكان من تمام محنته، وطافوا بالرأس وقد محا الطين رسمه، فغسلوه