حث الكاس، واتضيد الآس، وطبخ الترفاس، والتفكه بأعراض الناس. إن ضج مظلوم سخروا به وحاكوه، فالناس منهم ومن صاحبهم في بلاء عظيم، وتجهد مقعد مقيم. وعندما سولت لهذا الحائك - حكم - نفسه الخبيثة الاستيلاء على البلد، واجتثاث مشيخة الوزراء، بما زين له جاري القدر، وسوء النظر، مقت جنده البلدين لعلمه انهم صنائع الوزراء قبله، ورأى أنهم لا يصلحون له، فأخر أعطياتهم فاضطربوا، فلما لاح له حركة الهمس والقول فيه، بنى القصبة المطلة على ساحة المدينة، استظهارا على ما خافه من تحرك العامة، فهتك بها عندهم ستره، ودبوا القيام عليه، وهو على ذلك مصر في غيه، عم في لجاجته، آمن مكر خالقه، عهر الخلوات، صريع الشهوات، لهج بالفكاهات، كلف بالبطالات، كثير الكذب والإيمان، شنيع الفجور والعدوان، وصاحبه أمير المؤمنين القائم بأمر الأمة عالم بذلك راض من وزيره هذا الحائك بإقامة وظائفه ليومه وشهره، من نشيلة وحنيذه، وشوائه وشرابه ونبيذه، وملأ قلبه وعينيه بالمطعم