على [140 ب] الازورار عن بعض مشيخة الوزراء الأقادم، وقصد منهم كبيرهم أبا الحزم ين جهور، وطلب تعثيره فلم يستطعه، وأمله يطمح لازالته، ليتمكن بالناس بعده، والله يستدرجه، إلى أن أن أمكن الله من هذا الجائر حكم، وذلك أنه لما خرق في تدبير سلطانه، واعتسف الأمور، وأساء السيرة والتدبير، واستفسد إلى الكافة، وكان من مغرس دني، ومهنة مرذولة، فآثره الخلفية، وسما به المحل الذي لا يستحقه، وتبوأ حجره، ورضي منه في حال الشيخوخة والحنكة، بأهون ما رضيه أحداث الأمراء، ففوض إليه، وعول عليه، ثم قعد ينظر بعينيه، وينطق بلسانه، وألزم جلة الأمراء طاعة الفسكل، وهو رجل من دخلاء الجند ما فيه شيء من خصال الرجال إلا ثقافة الركوب الساذج، دون غناء ولا شجاعة، منتقلا من الحياكة إلى الذروة العليا من تقلد الوزارة، فبدر لأول وقته بعداوة الأحرار، وتنقص الفضلاء، والميل على أولي البيوتات بالأذى والمطالبات، وصير صنائعه في أضدادهم من التوابع والحاكة، فكانوا وزراءه وأنصاره، فنالوا معه المنازل النبيلة، وأكلوا الطعوم الرقيقة، أكثرهم صبية أغمار عيارون من نمطه، ممن دينه