إلا [إلى] نغل دغل، وماجن سفيه أو سوقي رذل، سقطت به عليهم المشاكلة، واتخذهم عيبه وبطانة، [139 ب] فمدوا له في الغواية، وجروا في هواه طلق الجموح، ما منهم حازم ولا نصيح، فهوى صريعا، وأصبح مثلا وموعظة، ووقع هشام على [خبر] ودائع ولد المظفر بن أبي عامر، وبعثر له عنها وزيره حكم، فوصل إليه منها بعض أسباب من ذخائر وثياب، وجرت بأسبابها على الناس خطوب، وجعلها على أهل اليسار وأعيان التجار بقيمة سعرت مع حمل من رصاص وحديد كان جمع من خرابات القصور السلطانية، عجل عليهم في أثمانها، فاستجحف الناس فيها واستعان عليهم بمن كان من الفقهاء رتب له فيها، ولم يلبث أن ألهبها كلها شواظ النفقة، وحال هشام في كل ذلك يزداد ضعفا حتى انكشف، واضطر إلى طلب الأمناء والأوصياء عن الأوقاف ومال الغيبة، وشبه ذلك، فبعثر عليها، وانفتح بذلك على الأمة مكاره شديدة، وكان القيم له بها مارد من المتفقهين يعرف بابن الجيار، ممن خدم الدولة المحمودية في