ولأبي الفضل البغدادي الدامي من قصيدة في ذلك:
وليل تجلى الصبح في جنباته سنا بارق في لج بحر تعببا
أحاطت بآفاق السماء خيامه وطبق شرقا في البلاد ومغربا
نفى طوله عني الرقاد كأنما يغار على الجفنين أن يتركبا
تعانق كيوان وبهرام وسطه على الحقد في صدريهما وترحبا
عريبان خافا الضغن في دار غربة وربت ناس ضغنه إذ تغربا
فبت أجيل الطرف أرتاد فجره كما ارتاد ذو الشوق الحبيب المحجبا
كأن النجوم الوهر فيه خرائد تطالع من زهر الكواكب ربربا
تودع من تهوى بكسر جفونها وتكثر من خوف الوشاة الترقبا
وإلا كغزلان النصارى تدرعوا بسر مسوح للصلاة ترهبا
كأن ثرياه أنامل فضة تقلب ترسا من سنا الليل مذهبا
ومن أخرى:
كأن كواكب الجوزاء شرب تعاطيهم ولائدهم شرابا [137 ب]
كأن الفرقدين ذوا عتاب أجالا طول ليلهما العتابا
كأن المشتري لما تعلى طليعة معشر خنسوا ارتقابا
كأن الأحمر المريخ معد على حنق يشب بها شهابا
كأن سنا المجرة فيض نهر جرى في الزهر وانساب انسيابا
كأن بقية القمر المولي كئيب مدنف يشكو اجتنابا