ذكره الجاحظ في العصا، فكثيرا ما كنت أسمعك تلهج بكتاب " البيان " وتدعي حفظه.
ومن عجائب المئشار إذا سمع جعجعته رئي طحنه، ومن غرائبه شكاله، واكثر ما يكون من الشعر والصوف والوبر، وقد وصفها [135 ب] الله تعالى [في التنزيل] فقال {ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين} (النحل: 80) فكيف لنا أن تستنزر، سما نبهنا لنحمده ونشكر، فان اعترض عليك أن شكاله قد يصنع من ليف ودوم وشبهه، فأقل ما يوجبه أن يعقل به بعير، وقد قال الصديق: لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه، ذكر في التفسير أن معناه " ثمن عقال " إذ ذلك حزم في الملة، وابتداع محدث في زكاة الأمة. ولولا خوف الطول باقامة معاذيرك لأمعنا في التوجيه، ولكن الاشارة كافية لمن عقل، كما أن الإطالة غير مقنعة لمن ساء فهمه وجهل.
وله من رقعة خاطب بها الوزير ابن محامس عناية بالكاتب ابن أرقم: مكاسب الشعراء - أعزك الله - من مواهب الأمراء وعنايات الوزراء؛ ومن شنأ الأدباء فانما يناقض أرباب الرياسة، ويعارض أقطاب الوزارة؛