فافتقوا بحوركم الزاخرة بزعمكم، وأدروا سحبكم الثرة بدعواكم، واحشدوا مدود أذهانكم، واسردوا غرائب بيانكم، - وخلاكم ذم -؛ إذا والله أيتها العصابة تهب ريح احتفالهم رخاء لا تثير سحابا، ولا تسفي هباء، إلا [ما] ينوءه بعد الريث وإدمان الإبساس من قطارة المعاني المبتدلة السوقية، وعصارة الألفاظ الرذلة العامية، التي يعافها الخاصي لسفالتها، ويجتنبها العامي لخلاقتها، ثم إذا رجعتكم البكاءة إلى الاستعارة من كلام البلغاء المتقدمين، والاجلاء المحدثين، وذهبتم إلى أن تهتدوا بأنوارهم، وتقتدوا بآثارهم، اعسفتم الكلام وصفتموه، وأحلتم النظام فأكرهتموه، ورقعتم خيش المروط الصوفية، برقيق البرود الموشية، وقرنتم در غيركم بآجركم، فامتازت مع تعديكم الآثار بتمويهكم محاسنهم من قبائحهم، وإذا حصحصت حقيقة فضائحكم، لم تعتصموا بعلق، سوى الاضطغان والحنق:
غضب التيوس على شفار الجازر والمغرقين على الأتي الزاخر
فقد اجتهد لنصرك، من قام بعذرك، وحملتني لك العصبية، واستدعتني