بآلات المياشير، والأيام دول، والدنيا جمة التنقل، تجمع وتبث، وتسمن وتغث، وربما تألفت الأضداد، وتشتت الأنداد، وأفادت غير المطلوب، وحالت دون المرغوب، ألم تر إلى موسى عليه السلام كيف اقتبس نارا، ووافد البراجم كيف شم القتار، وأم قرما إلى النار، ألم تعاين الكتابة التي أنت قطبها، وهي أجل صناعة، ربما عدل بها عن نبلاء المحسنين، إلى الدخلاء الأميين، الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني، ولا يدركون بأفواههم إلا المرئي، فحديثهم الطعن على أهل العلم، والتنقص لذوي الفهم، ولأمر ما ذم الصبح المريب، وعاب المتحمل غير المعيب، وقد بصرت بما عليه هذا الصنف الواغلي من العجز والتشغيب، واللحيدة عن القياس المصيب، وأنهم إذا سمعوا بلاغة الصدر الأول، من الجيل الأفضل، قالوا: أمر ليس عليه العمل، وإذا أصغوا إلى تحبير صالح الخلف [135 أ] ، المقتدي بمحمود السلف، قالوا: هذا التعقيب، والتقعير المعيب، فقل لهم: