التي أحببت أن تؤثر عندي لم يكن فيها حيوان غير الأرضة التي أكلت منسأة سليمان عليه السلام؛ وهلا إذ أسأت بي الظن تيقنت على ما توجبه السنة أن العارية مؤداة، وقد كانت لك في ارتهان خط يدي لنجارك مقنع، فقد قبل كسرى، وهو جاهلي، قوس حاجب بن زرارة على نزارتها، رهنا عن جرائم العرب أن تعيث في السواد، وانما كانت فلقة عود ووتر [مصير] . وقد علمت أن الرباني أجدر بالوفاء والائتمار من الجاهلي، وفي الاعتذار المتقدم عنك ما يقضى ببراءتك، هذا إلى ارتئاء المشيخة وإيثارهم الروية على البديهة، وحكمهم أن الرأي الفطير، وإن أصيب به التقدير، من سوء التدبير، والأناة عندهم محمودة إلا في ثلاث: العمل الصالح، ونكاح الكفؤ، ودفن الميت. وما قدحت في شرفك هذه الوصمة وان ظاهرها بخلا وطفاسة، إذ باطنها عقل وسياسة، فإن احتج عليك بقولهم [ان] : أمقت اللؤم [وأقبحه، وأجلبه للشين وأفضحه] بخل بالتافه اليسير، والنزر الحقير، وهو مع ذلك ليس في ملك يديه، ولا طماعية له في المئشار أن يصير إليه، فإن الأمل لا يبعد، أن يصير إليه بعد، فقد تنقل دولات التأمير، فكيف