فأنت المستولي أمد النهايات، والمبرز في غلاب المذكيات، والحاوي قصب السبق إلى الغايات، وان كان قد قال الجهابذة أولا:
وأي الجياد لا يقال [له] هلا *
وما تعزى إلى بخل وأنت أسمح [من] لافظة، ولا تبصر من جهل وأنت قطب العلوم الثاقبة، وقد أنكرت أشد الإنكار، بخلك بالمئشار، وأعلمت الفكرة [134 ب] في النظر إلى بعد مراميك، والبحث عن غموض معانيك، فلاحت لي دريئة مرماك، وأشرفت مطلا على مغزاك، وحسدت بعد تسديد سهام التوهم، ورميت عن قسي التفهم، أن علة ضنائك به من أجل ما مر ببالك ذكر الشجرة التي أشرت وفيها يحيى بن زكريا عليه السلام، فتحرجت أن تخرج من حريمك آلة كانت فيما مضى سببا إلى حدث مشئوم، بسفك دم [نبي] كريم، ولو لمحت وجه مطلبي تأملك لعلمت، وما أظنك جهلت، أن الخشبة