فصل في ذكر الأديب أبي الربيع سليمان بن أحمد القضاعي
من قدماء الأدياء - كان - بذلك الثغر، ومن كتاب العصر، المتصرفين في النظم والنثر، وكلامه يجمع بين الحلاوة والجزالة، ويصرف في لطائف الصنعة، [كان] يعمد إلى خسيس المعاني فيقيم لها أودا، بسلاطة لسانه، وقوة مادته وحسن بيانه، فان كان في كلامه بعض الطزل، فهو غير مملول، لظريف ألفاظه واستعارته التي يفخم بها التافه الحقير، ويقلل المنزور الكثير، وفي ما أثبت هاهنا من فصول اقتضبتها من رسائله وإنشاءاته، ما هو الشاهد العدل على ما أجريته من صفاته.
فصل له من رقعة خاطب بها يوسف الاسلامي وقد طلب منه آلة نجار، خدم عنده فوجه بها حاشا المئشار، يقول فيها: من دخل في ملة التزمها، وليس من شريعة هذا الدين منع الماعون، ومن تمام الإسلام، حفظ الجوار و [رعاية] الذمام، ومن أحسن الإحسان، قضاء لبانات الإخوان، وما تعلم العوان الخمرة، ولا نجد بك من نية