تتبختر يا أبا الطيب، فقال: نتيه أيها الأمير، فضحك سيف الدولة وتعجب من فهم أبي الطيب وقال للحاضرين: أردت ب:تتبختر " تصحيفه: " بت بخير " فقال::نتيه " وتصحيفه: " بت به ".
ومن أظرف الجواب، وأغرب مزاح الكتاب، ما اتفق لي مع الوزير أبي محمد بن عبدون أول ما لقيته، وسمع بعض الإخوان يدعوني باسمي، فقال لي: أنت علي بن بسام حقا -! قلت: نعم، [قالٍ] : وتهجو حتى الساعة أباك أبا جعفر وأخاك جعفرا، فقلت له: كلأك الله، وأنت عبد المجيد -! قال: نعم، قلت: ويتغزل فيك حتى الآن ابن مناذر -! فضحك من حضر لهذا الجواب الحاضر؛ وعلي بن بسام باقعة زمانه، لم يسلم من هجائه أمير ولا وزير، ولا من أهل بيته صغير ولا كبير، وعبد المجيد كان أجمل أهل زمانه، وكان ابن مناذر يعشقه ويغزل فيه. هذا وما أشبهه من المزاح المباح، البعيد عن الجناح.