وكان المعقلي وهو شيخ بحضرته ظريف قال له، وقد حسد أبا الطيب على ما أمر له به: قد فعلت له من كل ما سألك، فهلا قلت لما قال هش بش: هئ هئ، يحكي الضحك، فضحك سيف الدولة وقال له: ولك أيضا ما تحب، وأمر له بصلة.
وسيف الدولة، مع ما شهر به من الكرم والسخاء، وعرف به من انفجار ينابيع جوده على الشعراء، قد قصر في توقيعه تحت " احمل " عن غيره من الأمراء، يحكى أن أبا القاسم الزعفراني لما أنشد الصاحب قصيدته التي يقول فيها:
وحاشية الدار يمشون في صنوف من الخز إلا أنا
وقع فيها الصاحب: قرأت في أخبار معن بن زائدة أن رجلا قال له: احملني أيها الأمير، فأمر له بناقة وفرس وبغلة وحمار وجارية، وقد أمرنا لك من الخز بجبة وقميص ودراعة وسراويل وعمامة ومنديل ومطرف ورداء وكساء وجورب وكيس، ولو علمنا لباسا آخر يتخذ نت الخز لأعطيناكه.
ومما يؤثر عنه من نفاذ خاطره وحضور جوابه أنه دخل على سيف الدولة وأنشده بعض قلائده فيه، وطار به السرور كل مطار، فلما أراد الانصراف إلى الدار [134 ا] ، قال له السيف ملغزا على من حضر: