استنشده سيف الدولة قصيدته التي أولها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم *
وكان معجبا بها، كثير الاستعادة لها، فاندفع أبو الطيب ينشدها، فلما وصل إلى قوله:
وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الابطال كلمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم
قال له: قد انتقدنا عليك هذا البيت كما انتقد على امرئ القيس بيتاه:
كأني لم أركب جوادا للذة ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال
ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل لخيلي كري كرة بعد إجفال
وبيتاك لا يلتئم شطراهما، كما لا يلتئم شطرا بيتي امرئ القيس؛ كان ينبغي لامرئ القيس أن يقول:
كأني لم أركب جوادا ولم أقل لخيلي كرة بعد إجفال
ولم أسبأ الزق الروي للذة ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال
ولك أن تقول:
وقفت وما في الموت شك لواقف ووجهك وضاح وثغرك باسم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة كأنك في جفن الردى وهو نائم
فقال: أيد الله مولانا، إن صح أن الذي استدرك على امرئ القيس هنا