يقدمه خروج الدابة، فان يكن هذا هو الدجال فأين الدابة - فالجواب: أنك كنت الدابة ثم صرت بالعور دجالا. وقد جال الصدق في ذلك مجالا؛ وأنت قيطوس دابة البحر تعوم في حبك الماء، وتسبح [مثل] لها في فلك السماء، فان صورة قيطوس التي أثبتها جالينوس كواكب تعرف بدابة البحر، وبطنها غائص في كواكب النهر، فذنبها مما يلي الدلو حيث ينصب ماؤه في فم الحوت الجنوبية، وبأعلى عرفها المعروج، كواكب الحوت من فلك البروج، فهي مغمورة من كل ناحية بالمياه، مأنوسة بالأقارب والأشباه، وقد فازت بالطبع المعتدل، بما حازت من مجاورة برج الحمل، فهذا المجد الباذخ، والأصل الراسخ، والفرع الشامخ؛ فأنت حقا الدجال الأعور، والقائم المنتظر، الذي نبأنا به الأثر، نسأل الله أن يعزنا بأعلامك، وينصرنا في أيامك، ونبتهل إليه في أن يكفينا أشراطك، ويزري عنا تعديك ولإفراطك، حتى إذا ظلمت وجرت، وغيرت وبدلت، قذف بك في قرار اليم العظيم، والتقمك الحوت وأنت مليم، إن الله بعباده لرءوف رحيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015