وله من رقعة عن المقتدر عناية بالحصري: ما أثل من مجدك وعلائك، وأكمل من سروك وسنائك، وأصدر عنك من محاسن الشيم، وقصر عليك من معالي الهمم، يقود إليك الأهواء تنتحيك بصفو ودادها، وتعتفيك بصدق ارتيادها، وما زال ذراك الرفيع سابغا على ذوي الأخطار ظله، غامرا لذوي الآداب إفضاله باهرا فضله، وأحقهم بأجزل البر الأوفى، من هاجر إليه على بعد المدى، [130 ب] مهلا بمحامده ومدائحه، مستشعرا لميامن قصده ومناجحه، وهو الشيخ الفاضل الكامل أبو الحسن بن عبد الغني، ألم بجهتي - جهتك - فوفد علي منه الوافد الأثير والزائر الكريم، وأنس بذكاء مناسمته، وأمتع بجمال محاضرته، وهو البارع المتقدم في إحسانه، وتصرفه في الإبداع وافتتانه، وربما تقول كاشح، ونمق كادح، وزور حاسد، وأوهم خب معاند، لأجل استقراره في ذلك الجانب، واشتماله بظل المجانب، أنه انحرف بصفو وداد، أو حرف بقول واعتقاد، والله تعالى قد شرف رتبتك ونزه منصبك عن الاصغاء إلى تنميق الوشاة، والإجازة لكيد العداة، والارتياب بعهده المخلصين الثقات، وعصم النبيل النبيه مثله، ممن زكى الله [دينه] وعقله، من العدول عما دان به، واعتلق بسببه، من الاعتزاء إلى ولائك، [والتشيع في عليائك] ، والتشرع بمدحك وثنائك.