وما يبعد أن تحسب في لحظة ألف حمامة، وترى حضنا من أقصى تهامة، فحدثنا عن هقعة لجوزاء أو نثرة السرطان: هل هي كواكب صغار منتظمة، أو [لطخة] سحابية مظلمة - فان بصرك يدرك حقيقة ذلك ولا يكل عن نيل مداه، وبلوغ أقصاه؛ وأما رؤيتك الثريا سبعة أنجم فهو ما لا يفخر به مثلك، وإنما يقاس به الحديد البصر، وأنت في ذلك أقوى البشر. وحدثنا عن كلف القمر ما هو - واشرح لنا الحال في قطر السحاب كيف هو - فإنك تبصره مجتمعا قبل ان يصير بددا، وتلحظه ذائبا [130 أ] قبل ان يجمد بردا، وهذا كله مما تراه عيانا، فأمجدنا فيه بيانا، ولولا أنك عند الفقهاء غير مقبول لما تدعيه من [علم] التأثير، إذ يرمون أهله بالتعثير، لبشرت بهلال العيد بعد الاجتماع بساعتين، وبعده عن الشمس بدرجتين، وقد كنت بالأمس، عند رفع الأسطرلاب إلى الشمس، تغمض إحدى عينيك لتعدل لك رؤية الشعاع، وموضع العضادة في أخذ الارتفاع، وقد كفيت ذلك بالعور، مع زيادة النظر؛ ولأمر ما تلطف أهل الثغر في عورك، فليس عندك شيء من خبرك، إذ صرت رابئة تنذرهم بالخيل على بعد مراحل ومسافة أيام، فأنت عندهم من أكرم البرية، وأجدى من منار الاسكندرية، لكنهم لم يشعروا أنك الدجال المنظر، وقد خرجت عليهم بخروج عينيك، وبرزت إليهم ببروزها عنك. فان اعترض معترض وقال: إن الدجال